اطلق المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في باريس ومكتب اليونسكو الاقليمي للدول العربية في بيروت ، برنامجاً متكاملاً لدعم و تطوير كفاءات العاملين في مجال التخطيط في التعليم العالي، يتكون من سلسلة من الورش التدريبية التي تسلط الضوء أهم المواضيع الحيوية في هذا المجال وهي: فهم المبادئ والتقنيات الأساسية لنمذجة المحاكاة التعليمية ، و محاكاة النظام التعليمي وحساب تكلفته ، محاكاة البرامج ذات الأولوية وحساب تكاليفها ، وكذلك محاكاة الموارد وفجوة التمويل .
وتهدف هذه الورش إلى التعريف بالمفاهيم والتقنيات الأساسية المستخدمة في نمذجة المحاكاة وآثارها على سياسات التعليم العالي وتخطيطه وذلك باستخدام نموذج المحاكاة العام لليونسكو للتعليم (SimuED) ، والذي تقرر استخدامه أيضاً كأداة عامة لمحاكاة السياسات وخطط التعليم العالي وحساب تكلفتها في المنظقة العربية. و عملت سلسلة الورش على تعميق فهم المشاركين بالمبادئ والمفاهيم والتقنيات الأساسية لنمذجة المحاكاة التعليمية وترجمة أهداف السياسة والأولويات إلى محاكاة تعكس استجابات جائحة كوفيد -19 التي أثرت بشكل كبير على التعليم ككل وتكييف SimuED (نموذج المحاكاة للتعليم) مع سياق التعليم العالي و التعرف على آليات استخدام نتائج المحاكاة لصنع القرار السياسي من أجل تحسين أنظمة التعليم ، من خلال بناء سياسات بديلة للإصلاح، الهدف منها هو تعزيز التعلم، وتعتبر السياسات التعليمية المتعلقة بالتعليم العالي من أهم أدوات ترجمة الرؤية التطويرية للنظام التعليمي إلى واقع ملموس وتعد عملية الترجمة هذه هي عملية معقدة تتطلب موارد مناسبة حيث إن المفتاح الرئيسي لتحقيق الرؤية الوطنية للتنمية هو التعليم العالي ذو الجودة العالية ، لذلك من المهم أن تخضع السياسات وخطط التعليم العالي لعملية تقدير للآثار المترتبة على الموارد لإجرائاتها المخططة ويجب أن يتم تحديد استراتيجية يتم تمويلها بالموارد المحلية والخارجية. لأن بدون الدعم وتحديد الاستراتيجيات وتوحيد الجهود في التمويل تواجه البلدان خطر نقص التمويل وعدم تنفيذ السياسات والبرامج وهذا ما تحققه نماذج المحاكاة التي تم التدريب عليها في هذه الورش.
واستفاد من هذه الورش ما يقارب (110) مشارك من الدول العربية والتي تم تنفيذها من قبل نخبة من الخبراء والمختصين في التعليم العالي منهم الأستاذ أنس بوهلال، اختصاصي التعليم العالي في مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت ، والأستاذة هانا ياشيموتو، رئيسة قسم التربية، اليونسكو بيروت ، والأستاذة هازميك تورتيان، اختصاصية التربية، قسم التعليم العالي، اليونسكو باريس ، والأستاذة ساتوكو يانو ,اختصاصية التربية، اليونسكو باريس ،
وقد أكدت الأستاذة مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي على أهمية مثل هذا البرنامج لدعم و تطوير الكفاءات في قطاع التعليم العالي و الذي يعد أحد المحركات الرئيسية للتنمية المستدامة و زيادة الاداء و النمو والازدهار والقدرة التنافسية للاقتصاد على المستوى الوطني و الاقليمي و العالمي ، ومن هذا المنطلق تاتي أهمية التخطيط للتعليم العالي في الاوقات الطبيعية، فما بالكم في أوقات الأزمات، مثل الازمة التي تسببت بها جائحة كوفيد 19 و التي أثرت على قطاع التعليم ومن ضمنه مؤسسات التعليم العالي التي إضطرت مع الجائحة لتغيير استراتيجيات عملها للاستجابة لظروف الجائحة مع العمل على ضمان استمرارية التعلم لطلبتها ، و في هذه الظروف يعتبر و يعتبر التخطيط التربوي و الاستراتيجي الأداة الرئيسية التي تدعم و تساند مؤسسات التعليم العالي للتعامل مع التطورات الحاصلة حولها و التغيير في إدوارها وتؤهلها للاستجابة بشكل بناء و إيجابي ومرن للأزمات والمنافسة المتزايدة أو االتحديات الخارجية من خلال وضع خطط استراتيجية لمواجهة هذه التحديات و استثمار الموارد والفرص المتاحة لتحقيق الاهداف المنشودة.
